جرى، وتتبّع فيما بعد جماعة من المصريّين، وقتل منهم سبعين رجلا (1)
[الدرزية يلعنون الأنبياء ويضعون كتابهم «الدستور»]
وتزايد أمر الدّرزيّة إلى أن لعنوا آدم ونوح وجميع الأنبياء ومحمدا وعليّا، وتغوّطوا [2] في المساجد، ولطّخوا القبلة بالقذر [3]، وبالوا على مصاحف القرآن، وعملوا كتابا في معنى القرآن وسمّوه الدستور، واستضاموا من خالفهم في معتقدهم، وتعزّزوا عليهم، وصار متى استعدى على أحدهم أصحاب [4] السلطان لا يعدى عليه ولا يتعرّض له.
[الحاكم يعطّل الخطبة في شهر رمضان والعيدين]
وكان الحاكم منذ بدأ أمرهم قد قطع ما جرى به رسمه من صلواته وخطبته [لجمعة] [5] في الجوامع في أيام الجمع في شهر رمضان وفي العيدين، وعطّل مع ذلك الحجّ إلى مكّة عدّة سنين لتغلّب [6] العرب وقوّة
، arabe = وكتاب طائفة الدروز، لمحمد كامل حسين-ص 80،81، ومذاهب الإسلاميين للدكتور عبد الرحمن بدوي-ج 2/ 599 - 602).
(1) قال المقريزي: «وكان أبو عبد الله أنوشتكين البخاري الدرزي أول رجل تكلّم بدعوته، وأمر برفع ما جاء به الشرع، وسيّر مذهبه إلى بلاد الشام والساحل، ولهم مذهب في كتمان السرّ لا يطلعون عليه من ليس منهم. وكان الدرزيّ يبيح البنات والأمّهات والأخوات. فقام الناس عليه بمصر وقتلوه، فقتل الحاكم به سبعين رجلا. وأنفذ الدرزيّ إلى الحجر الأسود برجل ضربه وكسره وادّعى الربوبيّة. وقدم رجل يقال له يحيى اللّبّاد، ويعرف بالزّوزني الأخرم، فساعده على ذلك، ونشط جماعة على الخروج عن الشريعة» (اتعاظ الحنفا 2/ 118). وحادثة كسر الحجر الأسود في الكعبة المشرّفة ذكرها المؤرّخون في حوادث سنة 413 هـ أنظر عنها في: المنتظم 8/ 8،9، والكامل في التاريخ 9/ 332،333 (حوادث سنة 414 هـ). ودول الإسلام 1/ 246، والعبر 3/ 110،111 رقم 413، والبداية والنهاية 2/ 13،14، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، للقاضي الفاسي المالكي 1/ 314 (بتحقيقنا)، وشذرات الذهب 3/ 197،198، والفوائد المنتقاة والغرائب الحسان عن الشيوخ الكوفيين، للعلوي، بتخريج الحافظ الصوري- (بتحقيقنا) -ص 99 - 101 - طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1987، والدرّة المضيّة 315، والنجوم الزاهرة 4/ 249،250. [2] في الأصل وطبعة المشرق 224 «تفوطوا»، والتصحيح من البريطانية. [3] في (س): «بالعذرة». [4] في البريطانية «إلى أصحاب». [5] زيادة من (س). [6] في (س): «واحتج بتغلّب».